17 Feb
17Feb

رحلة البحث عن إنقاذ ثروة مصر الذهب، هكذا يمكن وصف الجولة التي قام بها المهندس إبراهيم محلب مساعد الرئيس للمشروعات القومية والإستراتيجية إلى محافظتي البحر الأحمر وأسوان، وبرفقته اللواء أحمد جمال الدين مستشار الرئيس للشئون الأمنية، من أجل الوقوف على حقيقة ظاهرة التنقيب العشوائي عن الذهب في مغارات ومناجم الصحراء الشرقية جنوب مصر.

الجولة التي جاءت بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسى وصفها المهندس محلب بأنها كانت كاشفة ووضعت أمامهم عدد من الحقائق التي يجب التعامل معها وأخذها في الاعتبار عند اتخاذ أي قرارات بشأن ثروة مصر من الذهب.

أول هذه الحقائق أن هناك أعداد كبيرة من الأفراد يقومون بالتنقيب العشوائي عن الذهب فى هذه المناطق، لكن اللجنة لم تتعامل مع هؤلاء باعتبارهم مافيا أو لصوص، وإنما باعتبارهم أبناء لهذا الوطن اضطرتهم ظروفهم للعمل فى هذا المجال، فهم لا يعملون ولا يجدون فرصا للعمل وظروفهم المعيشية صعبة.

الحقيقة الثانية أن هناك تجار يستغلون هؤلاء العمال والذين أغلبهم من الشباب فى تجميع كميات الذهب من صخور الصحراء ومن داخل المناجم بهذه المنطقة ليقوموا بصهره بطرق بدائية واستخدام مواد "الزئبق أو السيانيد" لفصل الذهب عن بقية المعادن وبيعه لهم لتحويله إلى سبائك وبيعها فى الأسواق بأسعار رخيصة بسبب عدم وجود تمغة عليها، وهناك نحو 120 ورشة تقوم بهذه المهمة بطرق بدائية لها أثار سلبية ليس فقط على ثروة مصر وإنما على البيئة بسبب الاستخدام السيئ لمواد كيميائية خطيرة فى عملية صهر وفصل الذهب.

الحقيقة الثالثة أن هذا النشاط السري يهدد المناجم الموجودة فى هذه المنطقة والمغلقة منذ الخمسينات بالتخريب والانهيار لأن التنقيب عن الذهب لا يتم بأي طرق علمية أو هندسية وإنما بشكل عشوائي وبدائي.

وكشف محلب أن الجولة التي شملت مناجم الفواخر وعتود والبرامية ومناطق مرسى علم وإدفو جعلت الصورة واضحة تماما أمام اللجنة التي ضمت بجانبه هو واللواء أحمد جمال كل من محافظ البحر الأحمر وممثلي وزارات الدفاع والداخلية والرقابة الإدارية ورئيس هيئة الثروة المعدنية.

وقال أنه سيتم إعداد تقرير شامل بما رصدته اللجنة واقتراحاتها إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، مشيرا إلى أن اللجنة راعت تمامًا فى جولتها الالتزام بالتأكيد الرئاسي على مراعاة البعد الإجتماعى، ولهذا كان أهم ما ركزت عليه اللجنة ليس فقط كيفية حماية ثروة مصر من الذهب وإنما أيضا حماية حق العاملين فى التنقيب العشوائي وتحويلهم من هذا العمل السري المخالف للقانون إلى عمل شرعي منتظم ومؤمن ويضمن لهم دخل مناسب، وبالفعل جلس أعضاء اللجنة مع هؤلاء الشباب والعمال.

وأكدوا لهم أن ما يقومون به مخالف للقانون ويعرضهم للخطر، كما أن الدولة ستغلق هذه المناجم على أن يكون البديل هو قيام المحافظة، سواء أسوان أو البحر الأحمر، بحصر هؤلاء العمال وعدد الورش خلال أسبوعين على الأكثر، مع دراسة إنشاء مناطق صناعية تتخصص فى صناعة الذهب، لتنظيم عملهم وبدلا من قيام هؤلاء العمال بتسليم ما يعثرون عليه من الذهب لتجار غير شرعيين سيقومون بالعمل تحت مظلة شرعية وتوفر لهم أجهزة ومعدات حديثة ليسلموا ما يحصلون عليه من الذهب لورش المناطق الصناعية.

ولتحقيق هذا سيتم تدريب هؤلاء العمال ورفع مستواهم وفى الوقت نفسه تطوير ورش الطواحين التي تعمل فى طحن الصخور واستخراج الذهب منها لأنها بوضعها الحالي تضر بالبيئة.

وأكد محلب أن الزيارة كانت ناجحة ومهمة وسيطلع الرئيس عن كل ما تم خلالها وإمكانية استيعاب هؤلاء العمال فى مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر لاستخراج الذهب وصهره، ومن خلال ضوابط وأساليب فنية ورقابية تضمن عدم إهدار الثروة وفى الوقت نفسه استغلالها بشكل جيد وتشغيل هؤلاء العمال.

وأشار محلب إلى انه تزامنا مع هذه الإجراءات أوصت اللجنة بضرورة تكرار تجربة منجم "السكري" الناجحة والذي يصل إنتاجه نحو 83 طن سنويًا، وأن يتم طرح مناطق جديدة للبحث ، وبالفعل هناك شركتين تعملان الآن فى مجال البحث والاستكشاف للذهب فى المنطقة هما " ثاني دبى" والكسندر نوبيا" كما ستقوم هيئة الثروة المعدنية بطرح مناطق جديدة الفترة القادمة، حيث طرحت بالفعل خمس مناطق للمزايدة على الشركات وستفتح مظاريف المزايدة نهاية ابريل القادم، وهناك منطقتين جديدتين يتم الآن الإعداد لطرحهما فى عتود والبرامية وستكون هذه بداية حقيقية لاستغلال ثروة الذهب فى الصحراء الشرقية لمصر أو إنقاذ ثروة مصر من الذهب بدلا من إهدارها بهذا التنقيب العشوائي

من جهته اثنى الجيولوجي عمر طعيمة، رئيس هيئة الثروة المعدنية، على  جولة المهندس إبراهيم محلب مساعد الرئيس للمشروعات القومية والاستراتيجية إلى محافظتى البحر الأحمر وأسوان وبرفقة اللواء أحمد جمال الدين مستشار الرئيس للشئون الأمنية من أجل الوقوف على حقيقة ظاهرة التنقيب العشوائى عن الذهب فى مغارات ومناجم الصحراء الشرقية بجنوب مصر.
وأكد طعيمة في تصريحات خاصة لاخبار البترول، أن هذه الزيارة من شأنها الحفاظ على ثروات مصر، والتأكيد على اهتمام الرئيس بتنمية قطاع الثروة المعدنية، حيث إن هذه الزيارة بتكليف منه مباشرا، مشيرا إلى أن المهندس محلب وقف على كل كبيرة وصغيرة في تلك الأزمة.
وأضاف رئيس الهيئة أنه سيتم دراسة ما وقفت عليه الجولة بشكل مدقق، ووضع حلول للمشكلات التي تم رصدها، بالشكل الذي يخدم الصالح العام للدولة والمواطنين، مؤكدا أن تلك الجولة سيكون لها مردود إيجابي في القريب العاجل.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة